* ﴿إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ (١) بِيَحْيَى﴾، وكلُّ ما في القرآنِ؛ فإن أهلَ الحجازِ يُثَقِّلونه، وبعضُ العربِ يقولون: بَشَرْتُهُ بغلامٍ، وأنا أَبْشُرُه.
أَنْشَدَنِي بعضُهم:
بَشَرْتُ عِيَالِي إِنْ [خ:

إِذْ] رَأَيْتُ صَحِيفَةً أَتَتْكَ مِنَ الْحَجَّاجِ يُتْلَى كِتَابُهَا
وزَعَم الكِسَائِيُّ أنه سمع غَنِيًّا يقولون: بَشِرْتُكَ، وأنا أَبْشُرُكَ، وسمعتُها أنا من أبي ثَرْوَانَ كذلك، كما حَكَى الكِسَائِيُّ، وذُكِرَ عن النبيِّ صلى اللهُ عليه أنه قَرَأَ: «يَبْشُرُكَ».
وقد قَرَأَ أصحابُ عبدِ اللهِ خمسةَ أحرفٍ بالتخفيفِ، وسائرُ القرآنِ بالتثقيلِ: ثنتان في آلِ عِمْرَانَ: ﴿يَبْشُرُكَ (٢) بِيَحْيَى﴾، و ﴿يَبْشُرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ﴾، وفي بني إِسْرَائِيلَ، وفي الكَهْفِ، وفي عسق، ويُفَسِّرونه على أن اللهَ يَبْشُرُك [خ: يَسُرُّك] بكذا وكذا، لا على التَّبْشيرِ.
وأما قولُه: ﴿وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ﴾؛ فليس فيه إلا هذه اللغةُ (٣)، إذا كان الفعلُ غيرَ واقعٍ.
* ﴿يُؤَدِّه إِلَيْكَ﴾، العربُ تَصِلُ الهاءَ بالواوِ إذا رُفِعَتْ، مثلَ قولِه: «كَلَّمَهُو رَبُّهُو»، وبالياءِ: «يُؤَدِّهِي إِلَيْكَ»، وهي أفصحُ اللغاتِ، وبعضُ قَيْسٍ يحذفون
(١) في النسخة: «يُبشِرُك».
(٢) في النسخة: «يبشرك».
(٣) في النسخة: «اللُّغَةِ».


الصفحة التالية
Icon