إِنْ كُنْتِ كَارِهَةً لِعِيشَتِنَا | هَاتَا فَحُلِّي فِي بَنِي بَدْرِ |
وبنو الحَارِثِ بنِ كَعْبٍ يقولون: إِنَّ هَذَانِ قَالَا ذاك، ورأيتُ هَذَانِ، ويفعلون ذلك بكلِّ اثنَيْنِ، فيجعلون نصبَهما وخفضَهما بالألفِ، فيقولون: رأيتُ هَذَانِ، ومررتُ بهَذَانِ، فنُرَى أن قولَه في طه: ﴿إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾؛ مِن هذه اللغةِ.
وفيه وجهٌ رأيتُه: وذلك أن تقولَ: كانت «هَذَا» معها ألفٌ مجهولةٌ، فلما احتَاجوا إلى التثنيةِ زادوا نونًا؛ ليكونَ فَرْقُ ما بينَ الواحدِ والاثنين، ولا نَذْهَبُ بالألفِ إلى أنها ألفُ تثنيةٍ، فيكونُ بالألفِ في كلِّ حالٍ، كما كانتِ «الَّذِينَ» بالياءِ في كلِّ حالٍ.
حدَّثني محمدٌ، قال: حدَّثنا الفرَّاءُ، قال: وحدَّثني أبو مُعَاوِيَةَ، عن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيه، عن عَائِشَةَ، أنها سُئِلَتْ عن قولِه: ﴿إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾، و ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ﴾، وعن قولِه: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ