﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ وقد اختار هذا الطحاوي (١)، وصححه ابن العربي (٢).
وقيل: إن ذلك من شأن العرب إذا كان بينهم وبين قوم عهد، فإذا أرادوا نقضه كتبوا لهم كتابا، فلم يكتبوا فيه: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، فلما نزلت براءة بنقض العهد الذي كان بين رسول الله - ﷺ - وبين المشركين - بعث النبي - ﷺ - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقرأها عليهم في الموسم، ولم يبسمل على ما جرت به عادتهم.
وقيل: لأن ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ أمان، وبراءة نزلت بالسيف، ليس فيها أمان، روي هذا عن علي بن أبي طالب (٣) وروي عن المبرد نحوه.
وقيل: لأن ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ رحمة، وبراءة سخط.
وقيل: تركت التسمية، إعظاما لبسم الله الرحمن الرحيم، من خطاب المشركين (٤).
وقيل: لأنهم اختلفوا هل هما سورتان، أو سورة واحدة، فتركت بينهما فرجة لقول من قال: إنهما سورتان، وتركت ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ لقول من قال: إنهما سورة واحدة، فرضي الفريقان، وثبتت
_________
(١) في «مشكل الآثار»: ٢: ١٥٥.
(٢) في «أحكام القرآن» ٢: ٨٩١ - ٨٩٢.
(٣) أخرجه الحاكم ٢: ٣٣٠.
(٤) هذا فيه نظر لأنه ورد في القرآن سور فيها خطاب المشركين ومع هذا بدئت بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) منها سورة النبأ وسورة الكافرون وسورة المسد وغير ذلك.