المحققين.
قال الدارقطني (١): «كل ما روي عن النبي - ﷺ - في الجهر فليس بصحيح، وأما عن الصحابة فمنه صحيح ومنه ضعيف».
وقال ابن الجوزي في «التحقيق» (٢) بعد أن ذكر الأحاديث التي استدل بها الشافعية على الجهر وبين ضعفها: «وهذه الأحاديث في الجملة لا يحسن بمن له علم بالنقل أن يعارض بها الأحاديث الصحاح.. ويكفي في هجرانها إعراض المصنفين للمسانيد والسنن عن جمهورها» - وبعد أن ذكر قول الدارقطني السابق قال: «ثم إنا بعد ذلك نحمل أحاديثهم على أحد أمرين: إما أن يكون جهر بها للتعليم، كما روي أنه كان يصلي بهم الظهر فيسمعهم الآية والآيتين، بعد الفاتحة أحيانًا...».
وقال ابن قدامة (٣): «وسائر أخبار الجهر ضعيفة فإن رواتها هم رواة الإخفاء، وإسناد الإخفاء صحيح ثابت بغير خلاف فيه، فدل على ضعف رواية الجهر».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (٤): «وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أنه ليس في الجهر بها حديث صريح، ولم يرو أهل السنن
_________
(١) انظر «التحقيق» لابن الجوزي ١: ٣١٣.
(٢) ١: ٣١٢، وانظر ٣٠١ - ٣١٤، وانظر «التنقيح» ٢: ٧٩٨ - ٨٣١، «الرد على من أبى الحق» ص ٦٧ - ٧٢.
(٣) في «المغني» ٢: ١٥١.
(٤) في «الفتاوى» ٢٢: ٤١٥.