«وعثمان». وفي لفظ لابن خزيمة (١): «أن النبي - ﷺ - لم يجهر بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان» وفي لفظ له - أيضًا (٢) -: «أن رسول الله - ﷺ - كان يسر بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ في الصلاة وأبو بكر وعمر». وفي لفظ للطحاوي (٣): «لم يكن رسول الله - ﷺ -، ولا أبو بكر، ولا عمر - رضي الله عنهما - يجهرون بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾».
فحديث أنس هذا برواياته كلها، يدل على أن الثابت من فعل الرسول - ﷺ - وخلفائه الاسرار بالبسملة، وعدم الجهر بها (٤).
قال الدارمي في «سننه» (٥) مبوبًا: «باب كراهية الجهر بـ.. ثم أخرج حديث أنس بلفظ «أن النبي - ﷺ - وأبا بكر وعمر وعثمان، كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين». قال الدرامي: وبهذا نقول ولا أرى الجهر بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
وقال ابن خزيمة في «صحيحه» (٦) مبوبًا: باب ذكر الدليل على أن أنسا إنما أراد بقوله: «لم أسمع أحدًا منهم يقرأ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾: أي لم أسمع أحدًا منهم يقرأ جهرًا {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
_________
(١) حديث ٤٩٦.
(٢) حديث ٤٩٨.
(٣) في «شرح معاني الآثار»
١: ٢٣٠، وانظر «نصب الراية» ١: ٣٢٦ - ٣٢٧.
(٤) انظر «التحقيق» ١: ٢٩٨، «المغني» ٢: ١٥٠.
(٥) ١: ٢٨٣.
(٦) ١: ٢٤٩.


الصفحة التالية
Icon