وكما قيل:

إذا كان شكري نعمة الله نعمة علي بها لله يستوجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر
﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾: رب صفة أولى للفظ الجلالة «الله»، أو بدل منه. ورب مضاف والعالمين مضاف إليه، مجرور وعلامة جره الياء، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
و «رب العالمين» بمعنى خالقهم ومالكهم والمتصرف فيهم.
و «رب» في الأصل مأخوذ من التربية للشيء وتنميته، وتبليغه إلى كماله، كما قال تعالى: ﴿نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ﴾ (١) أي اللاتي تربونهن في حجوركم.
وهو بمعنى المالك والسيد، كما قال تعالى: ﴿أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا﴾ (٢) أي مالكه وسيده. وفي الحديث: «أن تلد الأمة ربتها» (٣)
_________
(١) سورة النساء، الآية: ٢٣.
(٢) سورة يوسف، الآية: ٤١.
(٣) أخرجه من حديث طويل من رواية أبي هريرة - البخاري في الإيمان - الحديث ٥٠، ومسلم في الإيمان - الحديث ٩، وأخرجه أيضًا مسلم مطولًا من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الحديث ٨.


الصفحة التالية
Icon