يتضمن كمال المتعلقين، وبوصف (١) الحالين فيه تتم سعادته - يعني العبد - في دنياه وأخراه، ولهذا قال - تعالى: ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ﴾. فذكر ههنا الأسماء الثلاثة: «الرحمن»، و «ربي»، و «الإله»، وقال: ﴿عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ﴾ (٢) كما ذكر الأسماء الثلاثة في أم القرآن...».
﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ مالك صفة رابعة للفظ الجلالة «الله» أو بدل منه مجرور مثله وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف و «يوم» مضاف إليه مجرور، ويوم مضاف و «الدين» مضاف إليه مجرور وعلامة جره كل منهما الكسرة الظاهرة على آخره.
وهذا بعد قوله - تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ تمجيد الله - تعالى. لقوله - تعالى - في حديث أبي هريرة: [«فإذا قال العبد: ﴿مَالِكِ﴾ قال الله: «مجدني عبدي».
قرأ عاصم والكسائي: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ﴾ بالالف اسم فاعل من «الملك» بكسر الميم وسكون اللام كقوله - تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ﴾ (٣).
ومعنى «المالك»: المتصرف في الأعيان المملوكة كيف يشاء.
وقرأ باقي السبعة (ملك) والملك هو الحي الذي يتصرف فيأمر وينهي ويطاع، مأخوذ من «الملك» بضم الميم كقوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ
_________
(١) في بعض النسخ: «ووصف» انظر «دقائق التفسير» ١: ١٧٧.
(٢) سورة الرعد، الآية: ٣٠.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٢٦.


الصفحة التالية
Icon