يملك إقامته، ومنه قوله تعالى: ﴿مَالِكَ الْمُلْكِ﴾» (١).
وكل من القراءتين سبعية وصحيحة ثابتة، نزل بها جبريل من عند الله على النبي - ﷺ - وإذا صح في الآية أكثر من قراءة فكل قراءة بمثابة آية. ولا تجوز المقارنة بين ألفاظ تلك القراءات من حيث الجودة والحسن إذ ليس في كلام الله جيد وأجود، وحسن أحسن، بل كل كلامه - تعالى في غاية الجودة والحسن، وفي أعلى مراتب الفصاحة والبلاغة، قال تعالى: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ (٢).
﴿يَوْمِ الدِّينِ﴾ «اليوم» في الأصل هو القطعة من الزمن قليلة كانت أو كثيرة: أي مطلق الوقت.
فمن إطلاقه على الزمن وإن كان قليلًا قوله - تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ﴾ (٣): أي ساعة التي الجمعان.
وقوله تعالى: ﴿رَبِّكَ يَوْمَ يَاتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ﴾ (٤). وقوله تعالى: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ (٥)، ويقال: «شاهدتك يومًا، أو سمعتك يوم كذا»: أي لحظة من يوم (٦).
_________
(١) سورة آل عمران: الآية: ٢٦.
(٢) سورة النساء، الآية: ٨٢.
(٣) سورة آل عمران: الآية: ١٥٥.
(٤) سورة الأنعام، الآية: ١٥٨.
(٥) سورة مريم، الآية: ١٥.
(٦) انظر «البحر المحيط» ١: ٢١.