لأن الصحيح من أقوال أهل العلم أن هذه الأيام الستة كأيام الدنيا، لأن الله خاطب العرب بما يعرفون.
وأيام الله تعالى هي نعمه تعالى، وثوابه للمطيعين، ووقائعه في العاصين كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ (١).
وقال تعالى: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (٢).
و (الدين) هو الحساب والجزاء على الأعمال خيرها وشرها (٣).
كما قال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (٢٥)﴾ (٤) أي جزاء أعمالهم.
وقال تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٨٧)﴾ (٥): أي غير مجزيين بأعمالكم ومحاسبين عليها.
وذكر الله عن الكفار قولهم: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا
_________
(١) سورة إبراهيم، الآية: ٥.
(٢) سورة الجاثية، الآية: ١٤. انظر: «تفسير الكريم الرحمن» ٤: ١٢٤، ٧: ٢٣.
(٣) انظر: «مجاز القرآن» ١: ٢٣، «تفسير الطبري» ١: ١٥٥ - ١٦٠، «صحيح البخاري» مع الفتح ٨: ١٠٦، «معالم التنزيل» ١: ٤٠، «الكشاف» ١: ٩، «المحرر الوجيز» ١: ٧٣، «تفسير ابن كثير» ١: ٥١، وانظر: مادة «دين» في «المفردات في غريب القرآن» و «لسان العرب».
(٤) سورة النور، الآية: ٢٥.
(٥) سورة الواقعة، الآيتان: ٨٦، ٨٧.


الصفحة التالية
Icon