وتعالى - فهو عبادة سواء كان ذلك مما يجب فعله كالصلاة والزكاة والحج والصيام ونحو ذلك، أو مما يجب تركه من المحرمات كالربا والزنا والسرقة ونحو ذلك أو مما يستحب فعله كالصدقة والإحسان وإماطة الأذى عن الطريق، أو مما يستحب تركه كتدخل الإنسان فيما لا يعنيه، كما يدخل في ذلك الأمور المباحة كالأكل والشرب والنوم ونحو ذلك، فهذه المباحات مما يفعله الإنسان جبلة، وهي مصلحة صرفة للنفس إلا أن فعلها تقربًا إلى الله - تعالى -، وامتثالًا لأمره، وصيانة للنفس، وبهدف التقوى على طاعة الله تعالى، وإظهارًا لنعمته - تعالى على العبد، كل ذلك عبادة لله تعالى.
عن عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، قال: أتيت النبي - ﷺ - في ثوب دون، فقال: «ألك مال؟ قال: نعم. قال: من أي المال؟ قال: آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق. قال: فإذا آتاك الله مالا فليُرَ أثر نعمه الله عليك وكرامته» (١).
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - ﷺ - «إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده (٢)».
وبهذه النية والقصد الحسن تكون جميع أعمال العبد المباحة من عادات ونحوها عبادات بينما قد تصبح عبادات كثيرين أشبه شيء
_________
(١) أخرجه أبو داود في اللباس- باب في غسل الثوب وفي الخلقان- الحديث ٤٠٦٣ وصححه الألباني.
(٢) أخرجه الترمذي في الأدب- ما جاء أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، الحديث ٢٨١٩، وقال: «حديث حسن»


الصفحة التالية
Icon