يعتبر قوله».
واتفق القراء، على مشروعية التعوذ، قبل البسملة، في ابتداء السور، واختلفوا فيما إذا ابتدأ القارئ بوسط السورة، هل يتعوذ، أو يبسمل، أو يجمع بينهما.
والصحيح أنه يتعوذ فقط. ويقف بعد الاستعاذة ثم يقرأ، ويجوز أن يصل الاستعاذة بالقراءة (١).
واستثنى بعض أهل العلم، مثل قوله - تعالى: ﴿الله لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ (٢) وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ﴾ (٣)، وقوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ﴾ (٤)، وقوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ (٥)،
ونحوها من الآيات، نظرًا لما في الاستعاذة قبلها من قبح اللفظ. قالوا: ففي مثل هذه المواضع يستعيذ ثم يبسمل (٦).
وهذا الاستثناء لا دليل عليه، بل الدليل على خلافه، لأن الأمر بالاستعاذة عام لكل قراءة للقرآن، من أي موضح منه كانت القراءة، والبسملة - على الصحيح - لا تشرع إلا في أول السورة. والتعليل بقبح
_________
(١) اتظر «التبصرة» ص٢٤٦ - ٢٥٠، «الإقناع» ١٥٤: ١، «البرهان» ٤٦٠: ١، «النشر» ٢٦٥: ١٥٧: ١، «التسهيل لعلوم التنزيل» ٣٠: ١.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٥٥.
(٣) سورة الأنعام، الآية: ١٤١.
(٤) سورة الروم، الآية: ٥٤.
(٥) سورة فصلت، الآية: ٤٧.
(٦) انظر «البرهان» ٤٦٠: ١، «النشر» ٢٦٦: ١.


الصفحة التالية
Icon