فإن الاشتغال بعلم كتاب الله- تعالى- هو أجل عمل وأشرفه، وأرفعه مترلة، كما قال - ﷺ - في الحديث الصحيح الذي رواه عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» رواه البخاري (١).
ولا شك أن الهمم قد قصرت، والموانع من اللحاق بأهل العزم قد كثرت. حتى أصبح ما نقرأه في سير علمائنا السابقين وما قاموا به من جهود في التعليم والتأليف أشبه شيء بالخيال - رحمهم الله - رحمة واسعة وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خيرًا، ونظمنا في سلكهم، ولو بالتشبه بأولئك الأماجد الأخيار، وكما قيل:

فتشبهوا إ ن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
«وما لا يدرك جله لا يترك كله».
ولقد كان من أهم الأسباب التي دعتني إلى الكتابة في هذا الموضوع ما يلي:
أولًا: أن الاستعاذة عند والبسملة هما المدخل لكتاب الله - تعالى- فقد أمر - تعالى - بالاستعاذة عند قراءة القرآن، وافتتح سوره كلها سوى براءة بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، فيشرع للمسلم أن يفتتح قراءته بهما، في الصلاة أو خارجها، وأن يعرف معناهما وأحكامهما.
_________
(١) أخرجه البخاري في فضائل القرآن _ باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه. الحديث ٥٠٢٧.


الصفحة التالية
Icon