شيطاننا المغوي عدو فاعتصم | بالله منه والتجى وتعوذ |
وعدوك الإنسان دار وداده | تملكه وادفع بالتي فإذا الذي |
فامره خطير، وكيده عجيب (٣)، فهو يتدرج بالإنسان - إن وجد سبيلًا إليه - حتى يوقعه بالكفر ويكبه في النار. قال تعالى: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ﴾ (٤)، وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ (٥).
وإن لم يستطيع إيصاله إلى الكفر، بل إلى أعظم دركاته، فإنه
_________
(١) سورة الأعراف، الآية: ٢٧.
(٢) أخرجه البخاري في الاعتكاف، وفي بدء الخلق حديث ٢٠٣٥، ٢٠٣٨، ٢٠٣٩، ٣٢٨١، ومسلم - في السلام - حديث ٢١٧٥ من حديث صفية في قصة مجيئها إلى النبي - ﷺ -، وهو معتكف وخروجه معها ليوصلها إلى البيت، وأخرجه - أيضًا - مسلم من حديث أنس حديث ٢١٧٤.
(٣) من أجود ما ألف في مكايد الشيطان ما كتبه ابن القيم في كتابه «إغاثة اللهفان» ١: ١٦٣ وما بعدها. وانظر «التفسير القيم» ص ٦٠٩ - ٦١٤. وانظر «تلبيس إبليس» لابن الجوزي.
(٤) سورة الحشر، الآية: ١٦.
(٥) سورة مريم، الآية: ٨٣.