﴿كَلَّا﴾ للردع، أي: ما هكذا ينبغي أن يكون عملكم ثم استأنف سبحانه فقال:
﴿إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا﴾ زلزلت وحركت تحريكًا بعد تحريم حتى لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا تدك الجبال، وتمد الأرض، وفيه وعيد لهم بعد الردع والزجر.
﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾.
﴿وَجَاءَ رَبُّكَ﴾ هذا المجيء هو مجيئه عز وجل لفصل القضاء بين عباده، ونؤمن بأن الله يجيء لكن مجيئًا يليق بجلاله.
﴿وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ أي: الملائكة صفًا بعد صف.
﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ مزمومة والملائكة يجرونها، وعند هذا الموقف المهول.
﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ﴾ يعني: إذا جاء الله في يوم القيامة، وجاء الملك الملائكة صفوفًا صفوفًا وأحاطوا بالخلق، وحصلت الأهوال والأفزاع يتذكر الإنسان يتذكر أنه وعد بهذا اليوم، وأنه أعلم به من قبل الرسل عليهم الصلاة والسلام وأنذروا وخوفوا.
﴿وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى﴾ أين يكون له الذكرى في هذا اليوم الذي رأى فيه ما أخبر عنه يقينًا؟ فقد فات أوان الذكرى وذهب زمانها يقول متحسرًا على ما فرط في جنب الله يتمنى لكن لا يحصل.
﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ يتمنى أنه قدم لحياته هنا شيئًا، و"يا ليتني" أمنية فيها الحسرة الظاهرة.
﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ﴾ أي: لا يعذب عذاب الله أحد بل عذاب الله أشد.