﴿يَتِيمًا﴾ اليتيم هو من مات أبوه قبل أن يبلغ، سواء كان ذكرًا أم أنثى.
﴿ذَا مَقْرَبَةٍ﴾ ذا قرابة من الإنسان، لأنه إذا كان يتيمًا كان له حظ من الإكرام والصدقات، وإذا كان قريبًا ازداد حظه من ذلك.
﴿أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾ المسكين: هو الذي لا يجد قوته ولا قوت عياله، والمتربة: مكان التراب، والمعنى: أنه مسكين ليس بيديه شيء إلا التراب.
﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾.
﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يعني: ثم هو بعد ذلك ليس محسنًا إلى اليتامى والمساكين فقط، بل هو ذو إيمان، لأن هذه القرب والطاعات إنما تنفع مع الإيمان إذا أتى بها لوجه الله.
﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ أي: أوصى بعضهم بعضًا بالصبر على طاعة الله والصبر عن معاصيه، والصبر على ما أصابهم من البلايا والمصائب.
﴿وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ أي: أوصى بعضهم بعضًا أن يرحم الآخرين من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية.
﴿أُولَئِكَ﴾ أي: هؤلاء الموصوفون بهذه الصفات.
﴿أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ أي: أصحاب اليمين.
وقرن سبحانه بين الأبرار والفجار على طريقة القرآن في الترغيب والترهيب، لبيان المفارقة الهائلة بين أهل الجنة وأهل النار، وبين السعداء والأشرار.
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا﴾ أي: جحدوا بالقرآن.