﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾.
﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا *﴾ أقسم الله تعالى بالشمس وضحاها، وهو ضوؤها لما في ذلك من الآيات العظيمة الدالة على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى، وكمال علمه ورحمته، والضحى: وقت ارتفاع الشمس بعد طلوعها إذا تم ضياؤها.
﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ قيل: إذا تلاها في السير بعد غروب الشمس، وحكمة القسم بالشمس أن العالم في وقت غيبة الشمس عنهم كالأموات، فإذا ظهر الصبح وبزغت الشمس دبت فيهم الحياة، وصار الأموات أحياء فانتشروا لأعمالهم وقت الصحوة، وهذه الحال تشبه أحوال القيامة، ووقت الضحى يشبه استقرار أهل الجنة فيها، والشمس والقمر مخلوقات لمصالح البشر، والقسم بها للتنبيه على ما فيهما من المنافع العظيمة وقيل: إذا تلاها في الإضاءة.
﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾ إذا جلى الأرض وبينها ووضحها؛ لأنه نهار تتبين به الأشياء وتتضح.
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾ إذ يغطي الأرض حتى يكون كالعباءة المفروشة على شيء من الأشياء.
﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ أي: والسماء وبنائها.
﴿وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا﴾ أي: بسطها من كل جانب.
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾ أنشأها وسوى أعضاءها وركب فيها الروح وجعلها مستقيمة على الفطرة.