﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾.
﴿وَلَسَوْفَ﴾ اللام هذه أيضًا للتوكيد، وهي موطئة للقسم.
﴿يُعْطِيكَ رَبُّكَ﴾ أي: يعطيك ما يرضيك فترضى، الفتح في الدين، والثواب والحوض والشفاعة لأمته في الآخرة فترضى، ثم امتن عليه بما يعلمه من أحواله الخاصة، وشرع في تعداد ما أفاضه الله عليه من النعم فقال سبحانه.
﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾ الاستفهام هنا للتقرير، يعني قد وجدك الله تعالى يتيمًا فآواك يتيمًا من الأب، ويتيمًا من الأم فإن أباه - ﷺ - توفي قبل أن يولد فضمك إلى من يكفلك ويرعاك.
﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾.
﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا﴾ أي: غير عالم، لم تكن تدري القرآن ولا الشرائع، فهداك لذلك.
﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا﴾ أي: وجدك فقيرًا ذا عيال لا تملك شيئًا.
﴿فَأَغْنَى﴾ أي: أغناك وأغنى بك بما أعطاك من الرزق، وفي مقابل هذه النعم، عليك بشكرها وأداء حقها، فهو سبحانه قرر بنعم ثلاث وأتبعهن بوصايا ثلاث، كل واحدة من الوصايا شكر النعمة التي قوبلت بها فإحداهن ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾ هذا في مقابلة: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا﴾ فلا تتسلط على اليتيم بالظلم لضعفه بل ادفع إليه حقه واذكر يتمك.
﴿وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ﴾ هذا في مقابل ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ لا تنهر السائل إذا سألك فقد كنت فقيرًا، فإما أن تطعمه وإما أن ترده ردًا لينًا ويدخل في هذا السائل للعلم والسائل للمال.