﴿لِنُخْرِجَ بِهِ﴾ أي لنخرج، وننبت بهذا الماء الكثير الطيب النافع المبارك الذي أنزل من السماء إلى الأرض.
﴿حَبًّا وَنَبَاتًا﴾ فتنبت الأرض، ويخرج الله به من الحب بجميع أصنافه وأنواعه وما أشبه ذلك.
والحب ما يدخر للناس والأنعام كالحنطة والشعير والذرة والأرز.
والنباتات ما تأكله الدواب، أي خضرًا يؤكل رطبًا كالحشيش وغيره.
﴿وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا﴾ أي: حدائق وبساتين ملتفًا بعضها إلى بعض، من كثرتها وحسنها وبهائها حتى إنها لتستر من فيها لكثرتها.
وقد ذكر سبحانه في الآيات السابقة جملة من النعم العظيمة المشاهدة المحسوسة التي امتن بها على عباده ليشكروه ويعبدوه وحده، ويستعينوا بنعمه على طاعته ومرضاته، وليوقنوا أن من أنعم بهذه النعم وهيأ الأسباب بقوته وحوله وطوله، قادر على بعث الناس من قبورهم للحساب والجزاء على أعمالهم، فإنه عز وجل بحكمته وعدله لم يخلقهم عبثًا، ولا تركهم هملاً وجعل لهم أجلاً ومرجعًا.
ثم ذكر سبحانه ما يجري في يوم القيامة من الأهوال والأمور العظام، والجزاء والحساب، ليكون الإنسان على بينة من أمره، وليعرف حاله ومصيره، وفي ذلك بيان وتوضيح لمن سأل عن النبأ العظيم، قال تعالى:
{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَاتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا *


الصفحة التالية
Icon