﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ يعني: إلى أن زرتم المقابر، يعني: حتى أدرككم الموت ودفنتم في المقابر وأنتم على تلك الحال.
﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾.
﴿كَلَّا﴾ بمعنى الردع يعني: ارتدعوا عن هذا التكاثر، وقيل: إنها بمعنى حقًا.
﴿سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ أي: سوف تعلمون عاقبة أمركم إذا رجعتم إلى الآخرة وأن هذا التكاثر لا ينفعكم.
﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ تأكيدًا لهذا الأمر.
﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾ يعني: حقًا لو تعلمون علم الحق لعرفتم أنكم في ضلال، ولو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة، ولكن عدم العلم الحقيقي صيركم إلى ما ترون.
﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾.
﴿لَتَرَوُنَّ﴾ أي: أُقسم وأوكد بأنكم ستشاهدون وتبصرون بالعين.
﴿الْجَحِيمَ﴾ في الآخرة، والجحيم اسم من أسماء النار.
﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾ تأكيدًا لرؤيتها ومشاهدتها.
﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ أي: عن نعيم الدنيا الذي ألهاكم عن العمل للآخرة، فيسأل عن الأمن، والصحة، والفراغ، وعن شرب الماء البارد على الظمأ، وظلال المساكن، وغير ذلك من النعم.