﴿الْكَوْثَرَ﴾ هو الخير الكثير، ومنه نهر الكوثر في الجنة، جعله الله كرامة لرسول الله - ﷺ - ولأمته.
﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ﴾ شكرًا لله على هذه النعمة العظيمة، وهذا العطاء الجزيل أن تصلي وتنحر لله، لا تصرف شيئًا منها لغيره سبحانه وتعالى.
﴿وَانْحَرْ﴾ تقرب إليه بالنحر للإبل وغيرها، وخص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات.
﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ مبغضك، والشنآن هو البغض.
﴿هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ الأبتر: اسم تفضيل من بتر بمعنى قطع، يعني هو الأقطع، المنقطع من كل خير، والأبتر من الرجال الذي لا ولد له.
قال المفسرون: لما مات "القاسم" ابن النبي - ﷺ - قال العاصي بن وائل: دعوه فإنه رجل أبتر لا عقب له، أي لا نسل له، فإذا هلك انقطع ذكره فأنزل الله تعالى هذه السورة، وأخبر تعالى أن هذا الكافر هو الأبتر وإن كان له الأولاد، لأنه مبتور من رحمة الله، أي مقطوع عنها، ولأنه لا يذكر إلا ذكر باللعنة، بخلاف النبي - ﷺ - فإن ذكره خالد إلى آخر الدهر، مرفوع على المآذن والمنابر، مقرون بذكر الله تعالى، والمؤمنون من زمانه إلى يوم القيامة أتباعه فهو كالوالد لهم، صلوات الله وسلامه عليه.


الصفحة التالية
Icon