﴿أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ أي: التجئ واعتصم، وأعوذ برب الناس وهو الذي رباهم بنعمه وهو الله عز وجل.
﴿مَلِكِ النَّاسِ﴾ أي: الملك الذي له السلطة العليا في الناس، والتصرف الكامل وهو الله عز وجل.
﴿إِلَهِ النَّاسِ﴾ أي: مألوههم ومعبودهم الحق الذي يتوجهون إليه بأنواع العبادة، فالمعبود حقًا الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه.
وهذه ثلاث صفات من صفات الرب عز وجل: الربوبية، والملك والإلهية فهو رب كل شيء ومليكه وإلهه، وجميع الأشياء مخلوقة ومملوكة له، فأمر سبحانه المتعوذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات.
﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾.
﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ﴾ هو الشيطان.
﴿الْخَنَّاسِ﴾ الذي يخنس وينهزم ويولي ويدبر عند ذكر الله عز وجل، وخنس: أي كف وأقصر.
﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾ وسوسته هي الدعاء إلى طاعته بإيحاء خفي يصل إلى القلب من غير سماع صوت ويلقي أحاديث السوء في النفوس ثم بين سبحانه الذي يوسوس بأنه ضربان: جني أو إنسي.
﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾.
﴿الْجِنَّةِ﴾ أي: الجن.
والوساوس تكون من الجن، وتكون من بني آدم، أما وسوسة الجني فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأما وسوسة بني آدم فما يوحي بعضهم