﴿مَفَازًا﴾ المفاز هو مكان الفوز وزمان الفوز أيضًا، فهم فائزون في أمكنتهم وفائزون في أيامهم.
ثم بيَّن تعالى شيئًا من هذا الفوز وهذا النعيم، فقال:
﴿حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا﴾.
﴿حَدَائِقَ﴾ جمع حديقة أي: بساتين أشجارها عظيمة وكثيرة ومنوعة من النخيل وغيرها.
﴿وَأَعْنَابًا﴾ الأعناب جمع عنب، وهي من جملة الحدائق، لكنه خصها بالذكر لشرفها.
﴿وَكَوَاعِبَ﴾ الكواعب جمع كاعب وهي الفتاة التي تبين وبرز ثديها، ولم يتدل، بل برز وظهر كالكعب، وهذا أكمل ما يكون في جمال الصدر.
﴿أَتْرَابًا﴾ أي: على سن واحدة لا تختلف إحداهن عن الأخرى كبرًا كما في نساء الدنيا.
﴿وَكَاسًا دِهَاقًا﴾ أي: كأسًا ممتلئة، والمراد بالكأس هنا كأس الخمر، وخمر الآخرة غير خمر الدنيا.
﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا﴾ لا يسمعون في الجنة لغوًا أي كلامًا باطلاً لا خير فيه، بل يقال لهم: سلامًا سلامًا.
﴿وَلَا كِذَّابًا﴾ أي: ولا كذبًا، فلا يكذبون، ولا يكذب بعضهم بعضًا، لأنهم على سرر متقابلين قد نزع الله ما في صدورهم من غل وجعلهم أخوانًا.
وكل ما نالهم من النعيم والخير المقيم إنما هو تفضل من ربهم، عز وجل وثوابًا على أعمالهم الصالحة فإن ما هم فيه إنما هو: