قبورهم قيام رجل واحد على ظهر الأرض بعد أن كانوا في بطنها.
﴿فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ﴾ أي: فإذا هم أحياء على وجه الأرض، والساهرة: أرض بيضاء يأتي بها الله سبحانه فيحاسب عليها الخلائق.
ثم لما ذكر الله عز وجل أحوال الكفار وما يصيبهم في ذلك اليوم ساق قصة موسى عليه السلام وما أمره الله عز وجل به من القيام بتبليغ الرسالة والدعوة إليه، وذكر جل وعلا ما وجد موسى من فرعون وتكذيبه، مع ما أظهر من الآيات الباهرات والمعجزات الواضحات، إلا أنه طغى وتجبر فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر، عبرة له، وموعظة لغيره، وفي ذكر مثل هذه الوقائع والأحداث تخويف لمن كفر برسالة محمد - ﷺ - وتسلية لنبيه بأن طريق الدعوة شاق يحتاج إلى صبر وتوكل على الله عز وجل قال تعالى:
﴿هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى * فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى﴾.
قال تعالى: مبينًا ما جرى للأمم قبل محمد - ﷺ -.
﴿هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى﴾.
﴿هَلْ أتَاكَ﴾ أسلوب تشويق وترغيب لسماع القصة، والخطاب للنبي - ﷺ - أو لكل من يتأتى خطابه ويصح توجيه الخطاب إليه، أي: هل سمعت يا محمد بخبره وما جري له.
﴿حَدِيثُ مُوسَى﴾ وهو ابن عمران عليه الصلاة والسلام أفضل أنبياء بني إسرائيل وهو أحد أولي العزم الخمسة الذين هم محمد - ﷺ -