﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى﴾ أي: يوم القيامة يتذكر حينئذ الإنسان ما سعى، أي: ما عمله في الدنيا، يتذكره مكتوبًا بكتاب.
﴿وَبُرِّزَتِ﴾ أظهرت لأبصار الناظرين.
﴿الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى﴾ أي النار لمن يبصر، تجيء تقاد بسبعين ألف زمام، كل زمام فيه سبعون ألف ملك يجرونها.
ثم ينقسم الناس بعد ذلك الهول العظيم والمشهد الفظيع إلى قسمين:
﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى﴾ أي: من تجاوز الحد، والطغيان هو مجاوزة الحد.
﴿وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ أي: قدمها على طاعة الله عز وجل فصار سعيه لها، ووقته مستغرقًا في حظوظها وشهواتها، ونسي الآخرة وجزاءها وهذان الوصفان هما وصفا أهل النار: مجاوزة الحد، وإيثار الدنيا وتقديمها على الآخرة، وهما متلازمان، فكل من طغى فقد آثر الحياة الدنيا، وكذلك العكس.
﴿فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَاوَى﴾ أي: هي مأواه ومصيره، ومقره ومسكنه.
ثم ذكر سبحانه من خاف ربه واتقاه، وماله من الكرامة والمنزلة فقال:
﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ﴾ يعني: خاف القيام بين يديه ومجازاته بالعدل.
﴿وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى﴾ أي: زجرها عن هواها المخالف لأمر الله ورسوله.
﴿فَإِنَّ الْجَنَّةَ﴾ الجنة هي دار النعيم المشتملة على كل خير وسرور.
﴿هِيَ الْمَاوَى﴾ أي: مقره وسكنه أعدها الله عز وجل، لأوليائه ومن كان هذا وصفه منهم.