﴿فَقَدَّرَهُ﴾ أي جعله مقدرًا أطوارًا: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة أو قدر أجله، ورزقه، وعمله وشقي أو سعيد.
﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ أي: سهل خروجه من بطن أمه أو يسر له الطريق إلى تحصيل الخير أو الشر.
﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ﴾ الموت مفارقة الروح للبدن.
﴿فَأَقْبَرَهُ﴾ أي: جعله في قبر، أي: مدفونًا سترًا عليه وإكرامًا واحترامًا.
﴿ثُمَّ إِذَا شَاءَ﴾ أي: إذا شاء الله عز وجل.
﴿أَنْشَرَهُ﴾ أي: بعثه وأحياه يوم النشور ليجازيه على عمله.
﴿كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ﴾ ﴿كَلَّا﴾ كلمة ردع وزجر ﴿لَمَّا﴾ هنا بمعنى "لم" بل أخل به بعضهم بالكفر وبعضهم بالعصيان وما قضى ما أمره الله إلا القليل.
﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾ أي فلينظر إلى طعامه من أين جاء؟ ومن جاء به؟ وهل أحد خلقه سوى الله عز وجل؟
وبعد أن ذكر سبحانه البعث والحساب والجزاء، أعاد الإنسان ليتذكر ويتأمل فضل الله عليه، وفي هذا إظهار العظمة لله عز وجل وبيان بعض نعمه على عباده، وأنه المنعم المتفضل نعمه لا تعد ولا تحصى ثم أرشد سبحانه الإنسان إلى النظر والتفكر في طعامه وكيف وصل إليه! وفي هذا استدلال بإحياء النبات من الأرض الهامدة على إحياء الأجسام بعدما كانت عظامًا بالية وترابًا متمزقًا قال تعالى: