ولما ذكر الله عز وجل فضل الرسول الملكي جبريل الذي جاء بالقرآن ذكر فضل الرسول البشري الذي نزل عليه القرآن ودعا إليه الناس.
﴿وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾ أي محمد رسول الله - ﷺ - يعني ليس مجنونًا كما تزعمون يا أهل مكة، وذكر محمدًا - ﷺ - بوصف الصحبة للإشعار بأنهم عالمون بأمره وبأنه أعقل الناس وأكملهم.
﴿وَلَقَدْ رَآهُ﴾ أي: رأى محمد - ﷺ - جبريل عليه السلام في صورته له ست مائة جناح.
﴿بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ الأفق جانب السماء العظيم.
﴿وَمَا هُوَ﴾ يعني: ما محمد - ﷺ -.
﴿عَلَى الْغَيْبِ﴾ يعني: على القرآن والوحي الذي جاءه من عند الله.
﴿بِضَنِينٍ﴾ أي: ببخيل، لا يبخل بالوحي، ولا يقصر في التبليغ، بل يعلم الخلق كلام الله وأحكامه.
ولما ذكر سبحانه جلاله كتابه وفضله بذكر الرسولين الكريمين اللذين وصل إلى الناس على أيديهما، وأثنى الله عليهما بما أثنى، دفع عن هذا الكتاب المنزل كل آفة، ونقص مما يقدح في صدقه، فقال سبحانه.
﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ﴾ أي: ليس القرآن بقول أحد من الشياطين المسترقة للسمع المرجومة بالشهب.
﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾ أي: طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي قد بينت لكم ووضحت لكم.
﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ أي: القرآن، إلا موعظة وتذكير والمراد بالعالمين من بعث إليهم رسول الله - ﷺ -.
﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ﴾.