رَكَّبَكَ * كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}.
﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ *﴾ يعني: تشققت لنزول الملائكة.
﴿وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ﴾ يعني: النجوم صغيرها وكبيرها، تنتشر وتتفرق وتتساقط، لأن العالم انتهى.
﴿وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ﴾ أي: فُجر بعضها على بعض وملئت الأرض.
﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾ أي: بعثرت وقلب ترابها، وأخرج ما فيها من الأموات أحياء يسيرون ليوم عظيم.
ومع التبدل والتحول في هذا العالم ينكشف الغطاء، ويزول ما كان خفيًا وتعلم كل نفس ما أحضرت قال تعالى:
﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ﴾ علمت كل نفس ما قدمت وأخرت، وذلك بما يعرض عليها من الكتاب، وعلمت ما قدمت من عمل خير أو شر.
ثم تحدثت الآيات عن جحود الإنسان وكفرانه لنعم الله، وهو يتلقى فيوض النعمة منه، جل وعلا، ولكنه لا يعرف للنعمة حقها، ولا يعرف لربه قدره، ولا يشكر على الفضل والنعمة والكرامة.
﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ﴾ المراد بالإنسان هنا الكافر، وقيل: الإنسان من حيث هو إنسان، وناداه سبحانه بصفة الإنسان لما أودع فيه من العقل وميزه به عن سائر المخلوقات.
﴿مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ يعني: أي شيء خدعك وسول لك حيث تكذب بالبعث، وتعصي الله في الأمر والنهي، وقيل أنه سبحانه ذكر


الصفحة التالية
Icon