لأنها من الفاتحة، ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله، وهذا القول هو الحق.
قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
﴿الْحَمْدُ﴾ هو الثناء على الله بصفات الكمال، وهو وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ ولا بد من قيد وهو "المحبة والتعظيم" قال أهل العلم: «لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة ولا تعظيم، لا يسمى حمدًا، وإنما يسمى مدحًا» والحمد: هو الثناء باللسان، أما الشكر فيكون باللسان والقلب والأعضاء، ولا يكون الشكر إلا مقابل نعمة، أما الحمد فيكون لكمال المحمود ولو في غير مقابلة نعمة، والله تعالى له الحمد والشكر.
﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الرب: اسم من أسماء الله تعالى، ولا يقال في غيره إلا مضافاً، كقولك: هذا الرجل رب المنزل.
والعالمون: جمع العالم، وهو كل موجود سوى الله تعالى.
﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ المالك صفة لفعله جل جلاله، ويوم الدين يوم الجزاء والحساب، وهو سبحانه مالك يوم الدين والدنيا، لكن ظهور ملكوته وملكه وسلطانه إنما يكون في ذلك اليوم.
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ أي: نخصك وحدك بالعبادة، والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.
ونخصك أيضًا بالاستعانة، والاستعانة هي الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار، مع الثقة به في تحصيل ذلك.


الصفحة التالية
Icon