تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} (١). [ضعيف]
* عن عبد الله بن عباس في قول الله -تعالى ذكره-: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء؛ حرم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة، ثم إن ناساً من المسلمين أصابوا الطعام والنساء في رمضان بعد العشاء؛ منهم: عمر بن الخطاب، فشكوا ذلك إلى رسول الله - ﷺ -؛ فأنزل الله: ﴿عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ (٢). [حسن]
قال الحافظ في "العجاب" (١/ ٤٤١): "وفي سنده عندهما ابن لهيعة، وحديثه يكتب في المتابعات".
وقال السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٤٧٥): "بسند حسن".
وعلق عليه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "جامع البيان" (٣/ ٤٩٧): "وإنما حسن إسناده من أجل ابن لهيعة -فيما أرجح- وعندي أن إسناده صحيح".
قلنا: هذا قصور منهم جميعاً؛ فابن لهيعة روى عنه ابن المبارك وعبد الله بن وهب، وهما من الذين رووا عنه قبل احتراق كتبه.
وأعجب من هذا أن الحافظ ابن حجر قال عن موسى بن جبير في "التقريب" (٢/ ٢٨١): "مستور"، بينما هنا أعله بابن لهيعة وسكت عن موسى؟!
وعليه؛ فمدار الحديث على موسى؛ وقد قال عنه ابن القطان: "لا يعرف حاله"، وقال ابن حجر: "مستور"؛ فالحديث ضعيف به.
(٢) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (٢/ ٩٦)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "العجاب" (١/ ٤٣٦)، وابن المنذر؛ كما في "الدر المنثور" (١/ ٤٧٦) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عنه به. =