عَلَيْكُمْ...}؛ قال: هذا ونحوه نزل بمكة، والمسلمون يومئذ قليل، وليس لهم سلطان يقهر المشركين، وكان المشركون يتعاطونهم بالشتم والأذى؛ فأمر الله المسلمين من يجازي منهم أن يجازي بمثل ما أوتي إليه أو يصبر أو يعفو؛ فهو أمثل، فلما هاجر رسول الله - ﷺ - إلى المدينة وأعز الله سلطانه؛ أمر المسلمين أن ينتهوا في مظالمهم إلى سلطانهم، وأن لا يعدو بعضهم على بعض؛ كأهل الجاهلية (١). [حسن]
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: لما سار رسول الله معتمراً في سنة ست من الهجرة، وحبسه المشركون عن الدخول والوصول إلى البيت، وصدوه بمن معه من المسلمين في ذي القعدة -وهو شهر حرام حتى قاضاهم على الدخول من قابل، فدخلها في السنة الآتية هو ومن كان معه من المسلمين، وأقصه الله منهم-؛ نزلت هذه الآية: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ﴾ (٢). [موضوع]
* عن عطاء؛ قال: نزلت في الحديبية؛ منعوا في الشهر الحرام؛
قلنا: وسنده حسن، وعبد الله بن صالح وإن كان ضعيفاً؛ لكن الراوي عنه عند ابن أبي حاتم هو أبو حاتم الرازي؛ وحديثه عنه من صحيح حديثه.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٤٩٨)، وزاد نسبته لأبي داود في "ناسخه" وابن المنذر.
(٢) قال السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٤٩٦ - ٤٩٧): "أخرج ابن جرير عن ابن عباس (وذكره) ". قلنا هو في "جامع البيان" (٢/ ١١٤) من طريق يوسف بن خالد السمتي عن نافع بن مالك عن عكرمة عنه به مختصراً جداً بلفظ: "هم المشركون، حبسوا محمداً - ﷺ - في ذي القعدة، فرجعه الله في ذي القعدة، فأدخله البيت الحرام، فاقتص له منهم.
قلنا: وهذا سند تالف؛ يوسف السمتي؛ كذبه يحيى بن معين، وغيره.