لم يعدلوا، فلما سألوا عن اليتامى؛ نزلت: ﴿وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ﴾ [النساء: ٢] بدل ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى﴾؛ فكذلك خافوا في النساء أن لا تعولوهن فلا تزوجوا أكثر مما يمكنكم القيام بحقهن؛ لأن النساء كاليتامى في الصغر والعجز (١). [حسن]
* ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (٤)﴾.
* عن أبي صالح؛ قال: كان الرجل إذا زوج ابنته أخذ صداقها دونها؛ فنهاهم الله عن ذلك، ونزلت هذه الآية (٢). [ضعيف]

(١) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (ج ٢/ ق ١٠٥/ أ): ثنا أبي ثنا أبو صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس به.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" (٤/ ١٥٧) من طريق أبي صالح.
قلنا: وسنده حسن؛ وهاك البيان:
أمّا ما يخشى من ضعف عبد الله بن صالح أبي صالح؛ فقد قال الحافظ في "هدي الساري" (ص ٤١٤): "ظاهر كلام الأئمة أن حديثه في الأول كان مستقيماً، ثم طرأ عليه فيه تخليط؛ فمقتضى ذلك: أن ما يجيء من روايته عن أهل الحذق؛ كيحيى بن معين، والبخاري، وأبي زرعة، وأبي حاتم؛ فهو من صحيح حديثه، وما يجئ من رواية الشيوخ عنه؛ فيتوقف فيه". اهـ.
وهذا من رواية أبي حاتم عنه وهي صحيحة.
ومعاوية بن صالح صدوق له أوهام.
وعليٌّ؛ صدوق، قال الحافظ في "العجاب" (١/ ٢٠٧): "وعليٌّ صدوق لم يلق ابن عباس؛ لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه؛ فلذلك كان البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة"؛ فالحاصل أن السند جيد يحتج به، والله أعلم.
(٢) أخرجه سعيد منصور في "سننه" (٣/ ١١٤٧ رقم ٥٥٩) -ومن طريقه ابن المنذر في "تفسيره"-، وابن جرير في "جامع البيان" (٤/ ١٦٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٦٨٠/ ٤٧٦٥ و٨٦٢/ ٤٧٧٥)، وعبد بن حميد في تفسيره؛ كما في "العجاب" (٢/ ٨٢٩) من طريق هشيم نا سيار عن أبي صالح.
قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد.


الصفحة التالية
Icon