* عن الشعبي؛ قال: انطلق عمر إلى اليهود، فقال: إني أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى؛ هل تجدون محمداً في كتبكم؟
قالوا: نعم، قال: فما يمنعكم أن تتبعوه؟
قالوا: إن الله لم يبعث رسولاً إلا جعل له من الملائكة كفلاً، وإن جبريل كفل محمد، وهو الذي يأتيه، وهو عدونا من الملائكة، وميكائيل سلمنا، لو كان ميكائيل هو الذي يأتيه؛ أسلمنا.
قال: فإني أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى؛ ما منزلتهما من رب العالمين؟
قالوا: جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله.
فقال عمر: وإني أشهد ما ينزلان إلا بإذن الله، وما كان ميكائيل ليسالم عدو جبريل، وما كان جبريل ليسالم عدو ميكائيل، فبينما هو عندهم؛ إذ مر النبي - ﷺ -، فقالوا: هذا صاحبك يا ابن الخطاب! فقام إليه

= أما الحافظ؛ فقال في "التقريب" (١/ ١٠٧): "مقبول"؛ أي: حيث يتابع.
قلنا: وقد توبع؛ فأخرجه الطيالسي في "مسنده" (رقم ٢٧٣١) -ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" (٦/ ٢٦٦، ٢٦٧) -، وأحمد في المسند (رقم ٢٤٧١، ٢٥١٤ - شاكر)، وعبد بن حميد في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (١/ ١٣٤)، والطبري في "جامع البيان" (١/ ٣٤٢)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٢/ ١٩٠ رقم ١٣١٢) بنحوه من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- به.
قلنا: سنده حسن في الشواهد.
وأخرجه ابن إسحاق في "السيرة" -ومن طريقه ابن جرير (١/ ٣٤٢) -: ثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي عن شهر بن حوشب به مرسلاً.
قلنا: وهذا مرسل ضعيف؛ لحال شهر، وما تقدم أصح.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٢٢١) وزاد نسبته للفريابي، وأبي نعيم في "الدلائل".
وبالجملة؛ فالحديث صحيح.


الصفحة التالية
Icon