* عن مجاهد؛ قال: نزلت في كعب بن الأشرف وكفار قريش؛ قال: كفار قريش أهدى من محمد عليه الصلاة والسلام، قال ابن جريج: قدم كعب بن الأشرف؛ فجاءته قريش، فسألته عن محمد؛ فصغر أمره

= أم محمد؟ فنحن ننحر الكوماء، ونسقي اللبن علي الماء، ونصل الرحم، ونقري الضيف، ونطوف بهذا البيت، ومحمد قطع رحمه وخرج من بلده، قال: بل أنتم خير وأهدى؛ فنزلت فيه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (٥١)﴾ [النساء].
قلنا: وهذا مرسل رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (١/ ٥٢٥)، والطبري في "جامع البيان" (٥/ ٨٥، ٣٥/ ٢١٣)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٩٧٣، ٩٧٤ رقم ٥٤٤٠)، وابن حبان في "صحيحه" (رقم ١٧٣١ - "موارد")، والبزار؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (٤/ ٥٩٨) كلهم من طريق ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس؛ قال: قدم كعب بنُ الأشرف مكة، فقالت له قريش: أنت سيدهم، ألا ترى إلى هذا الصنبر المنبتر من قومه! يزعم أنه خير منا، ونحن أهلُ الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية، فقال: أنتم خير منه، قال: فنزلت: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)﴾ [الكوثر: ١٠٨]، وأنزلت: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ إلى قوله: ﴿فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا﴾.
قلنا: وهذا سند صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" (٥/ ٨٥، ٣٠/ ٢١٣) من طريق خالد بن عبد الله الطحان وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي كلاهما عن داود بن أبي هند عن عكرمة به مرسلاً، لم يذكر ابن عباس.
وهذا مرسل صحيح الإِسناد، ولا تعارض بينهما؛ فالوصل زيادة يجب قبولها.
وأخرجه البزار في "مسنده" (٤/ ٨٣ رقم ٢٢٩٣ - "كشف"): ثنا الحسن بن علي الواسطي ثنا يحيى بن راشد المازني عن داود بن أبي هند به موصولاً.
قلنا: لكن يحيى بن راشد المازني؛ ضعيف، بل قال ابن حبان: "يخطئ ويخالف"؛ فالعمدة على رواية ابن أبي عدي.


الصفحة التالية
Icon