[المائدة: ٥٠]؛ فأخذ النضيري فقتله بصاحبه؛ فتفاخرت النضير وقريظة، فقالت النضير: نحن أكرم منكم! وقالت قريظة: نحن أكرم منكم! ودخلوا المدينة إلى أبي بُرْدة الكاهن الأسلمي، فقال المنافق في قريظة والنضير: انطلقوا إلى أبي بُرْدة ينفر بيننا، وقال المسلمون من قريظة والنضير: لا، بل إلى النبي - ﷺ - ينفر بيننا فتعالوا إليه، فأبى المنافقون، وانطلقوا إلى أبي بُرْدة فسألوه فقال: أعظموا اللقمة، يقول: أعظموا الخطر، فقالوا: لك عشر أوساق، قال لا، بل مائة وسق ديتي؛ فإني أخاف أن أنفرِّ النضير تقتلني قريظة، أو أنفرِّ قريظة تقتلني النضير، فأبوا أن يعطوه فوق عشرة أوساق، وأبى أن يحكم بينهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ﴾ وهو أبو بُرْدة: ﴿وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ﴾ إلى قوله: ﴿وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: ٦٥] (١). [ضعيف جداً]
* عن قتادة قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ الآية حتى بلغ: ﴿ضَلَالًا بَعِيدًا﴾؛ قال: ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في رجلين؛ رجل من الأنصار يقال له: بشر، وفي رجل من اليهود، في مدارأة كانت بينهما في حق، فتدارءا بينهما فيه؛ فتنافرا إلى كاهن بالمدينة يحكم بينهما، وتركا نبي الله - ﷺ -؛ فعاب الله -عزّ وجلّ- ذلك.
وذكر لنا: أن اليهودي كان يدعوه إلى النبي - ﷺ - ليحكم بينهما، وقد علم أن النبي - ﷺ - لن يجور عليه، فجعل الأنصاري يأبى عليه، وهو يزعم أنه مسلم، ويدعوه إلى الكاهن؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- ما تسمعون؛

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (٥/ ٩٧، ٩٨)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٩٩١، ٩٩٢ رقم ٥٥٤٩) من طريق أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي به.
قلنا: وسنده ضعيف جداً؛ كما تقدم بيانه.


الصفحة التالية
Icon