شيء حتى نرجع إليك، فذكرت درجتك في الجنة؛ فكيف لنا برؤيتك إن دخلنا الجنة؟ فنزلت هذه الآية: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)﴾، قال: فلما توفي النبي - ﷺ - وهو في حديقة؛ أتاه ابنه؛ فأخبره، فقال عند ذلك: اللهم لا أرى شيئاً بعد حبيبي أبداً؛ فعمي مكانه؛ وذلك من شدة حبه لرسول الله - ﷺ - (١). [ضعيف جداً]
* ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (٧٧)﴾.
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: إن عبد الرحمن بن عوف وأصحاباً له أتوا النبيَّ - ﷺ - بمكة، فقالوا: يا رسول الله! إنا في عز ونحن مشركون، فلما آمنا؛ صرنا أذلة، فقال: "إني أُمرتُ بالعفو؛ فلا تقاتلوا"، فلما حوّله الله إلى المدينة؛ أمر بالقتال؛ فكفوا؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ (٢). [صحيح]

(١) قلنا: وسنده ضعيف جداً؛ لأن مقاتل بن سليمان متروك.
(٢) أخرجه النسائي في "المجتبى" (٦/ ٢، ٣)، وفي "الكبرى" (٣/ ٣ رقم ٤٢٩٣، ٦/ ٣٢٥ رقم ١١١١٢)، والطبري في "جامع البيان" (٥/ ١٠٨) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ١٠٠٥ رقم ٥٦٣٠)، والحسن بن سفيان في "مسنده" -ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول" (ص ١١١، ١١٢) -، والفاكهي في "أخبار مكة"؛ كما في "العجاب" (٢/ ٩١٧)، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٦٧ رقم ٣٠٧) -وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ١١) - جميعهم من طريق الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس به.
قلنا: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات رجال مسلم.
وصححه شيخنا -رحمه الله- في "صحيح سنن النسائي" (رقم ٢٨٩١).


الصفحة التالية
Icon