أنا استنبطت ذاك الأمر، وأنزل الله -عزّ وجلّ- آية التخيير (١).
* ﴿فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ الله وَمَنْ يُضْلِلِ الله فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (٨٨) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا في سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٨٩) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ الله لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ الله لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (٩٠)﴾.
* عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه-؛ قال: لما خرج النبي - ﷺ - إلى أحد؛ رجع ناس من أصحابه، فقالت فرقة: نقتلهم، وقالت فرقة: لا نقتلهم؛ فنزلت: ﴿فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ﴾، وقال النبي - ﷺ -: "إنها تنفي الرجال كما تنفي النار خبث الحديد" (٢). [صحيح]
* عن ابن سعد بن معاذ؛ قال: خطب رسول الله - ﷺ - الناس، فقال: "مَنَ لي ممن يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني؟ "، فقال سعد بن معاذ: إن كان من الأوس؛ قتلناه، وإن كان من إخواننا من الخزرج؛ أمرتنا فأطعناك؛ فقام سعد بن عبادة، فقال: ما بك يا ابن معاذ؟! طاعة رسول الله - ﷺ -، ولقد تكلمت ما هو منك؛ فقام أُسيد بن حُضير، فقال: إنك يا ابن عبادة! منافق تحب المنافقين؛ فقام محمد بن مسلمة، فقال: اسكتوا أيها الناس؛ فإن فينا رسول الله - ﷺ -، وهو يأمرنا فننفِّذ أمره؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا﴾ (٣). [ضعيف]

(١) أخرجه مسلم في "صحيحه" (٢/ ١١٠٥ - ١١٠٨ رقم ١٤٧٩) (٢٣٠).
(٢) أخرجه البخاري (رقم ١٨٨٤، ٤٠٥٠، ٤٥٨٩)، ومسلم (رقم ١٣٨٤ - مختصراً و٢٧٧٦).
(٣) أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (٤/ ١٣١٣، ١٣١٤ رقم ٦٦٣)، وابن أبي =


الصفحة التالية
Icon