إخوته إلى أمه، فكلموه، وقالوا: إن أمك قد حلفت أن لا يظلها بيت حتى تراك، وهي مضطجعة في الشمس؛ فأتها لتنظر إليك، ثم ارجع، وأعطوه موثقاً من الله لا يحجزونه حتى يرجع إلى المدينة، فأعطاه بعض أصحابه بعيراً له نجيباً، وقال: إن خفت منهم شيئاً فاقعد على النجيب، فلما أخرجوه من المدينة؛ أخذوه فأوثقوه، وجلده العامري؛ فحلف ليقتلن العامري، فلم يزل محبوساً بمكة حتى خرج يوم الفتح، فاستقبله العامري وقد أسلم -ولا يعلم عياش بإسلامه-؛ فضربه، فقتله؛ فأنزل الله: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً﴾ (١). [ضعيف جداً]
* عن سعيد بن جبير في الآية؛ قال: إن عياش بن أبي ربيعة المخزومي كان حلف على الحارث بن يزيد مولى بني عامر بن لؤي ليقتلنه، وكان الحارث يومئذ مشركاً، وأسلم الحارث ولم يعلم به عياش، فلقيه بالمدينة؛ فقتله، وكان قتله ذلك خطأ (٢). [ضعيف]
* عن القاسم بن محمد بن أبي بكر: أن الحارث بن زيد كان شديداً على النبي - ﷺ -، فجاء إلى الإِسلام وعياش لا يشعر، فلقيه عياش بن أبي ربيعة فحمل عليه فقتله؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً﴾ الآية (٣). [ضعيف]

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (٥/ ١٢٨، ١٢٩) من طريق أسباط عن السدي به.
قلنا: وسنده واهٍ بمرة؛ لإعضاله، وضعف أسباط.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٦١٦)، وزاد نسبته لابن المنذر.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ١٠٣١ رقم ٥٧٨٢) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير عن ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير.
قلنا: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: الإرسال.
الثانية: ابن لهيعة؛ فيه كلام مشهور، والراوي عنه ليس من قدماء أصحابه.
(٣) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٧٢) من طريق حماد بن سلمة عن ابن =


الصفحة التالية
Icon