النبي - ﷺ -: "لا غفر الله لك"، فقام وهو يتلقى دموعه ببرديه، فما مضت به سابعة؛ حتى مات ودفنوه؛ فلفظته الأرض، فجاؤا إلى النبي - ﷺ - فذكروا ذلك له، فقال: "إن الأرض تقبل من هو شر من صاحبكم، ولكن الله -جل وعز- أراد أن يعظكم"، ثم طرحوه بين صدفي جبل وألقوا عليه من الحجارة؛ ونزلت: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا﴾ (١). [ضعيف]
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان الرجل يتكلم بالإِسلام ويؤمن بالله والرسول، ويكون في قومه، فإذا جاءت سرية رسول الله - ﷺ - أخبر بها حيَّهُ؛ -يعني: قومه- وأقام الرجل لا يخاف المؤمنين من أجل أنه على دينهم حتى يلقاهم؛ فيلقي إليهم السلام، فيقولون: لست مؤمناً وقد ألقى السلام؛ فيقتلونه، فقال الله -تعالى-: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا﴾ إلى: ﴿تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾؛ يعني: تقتلونه؛ إرادة أن يحل لكم ماله الذي وجدتم معه، وذلك عرض الحياة الدنيا؛ فإن عندي مغانم كثيرة، والتمسوا من فضل الله.
وهو رجل اسمه مرادس، خلى قومه هاربين من خيل بعثها رسول الله - ﷺ -، عليها رجل من بني ليث اسمه: قليب، حتى إذا وصلت الخيل؛ سلم عليهم؛ فقتلوه؛ فأمر رسول الله - ﷺ - لأهله بديته، ورد إليهم

(١) أخرجه ابن إسحاق في "المغازي"؛ كما في "فتح الباري" (٨/ ٢٥٩) -ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" (٥/ ١٤٠) - عن نافع عن ابن عمر به.
قلنا: وسنده ضعيف؛ ابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه، والراوي عنه عند الطبري سفيان بن وكيع؛ كان صدوقاً؛ إلا أنه ابتلى بوراقه، فأدخل عليه ما ليس في حديثه؛ فنصح؛ فلم يقبل؛ فسقط حديثه.
وسكت عنه الحافظ في "فتح الباري"!


الصفحة التالية
Icon