كان يعمل سليمان بها؛ فأكفره جهّال الناس وسفهاؤهم وسبوه، ووقف
علماؤهم، فلم يزل جهّالهم يسبونه؛ حتى أنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾ (١). [حسن]
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: كان الذي أصاب سليمان بن داود -عليه السلام- في سبب امرأة من أهله -يقال لها: جرادة- وكانت أحبّ نسائه إليه، وكان إذا أراد أن يأتي نساءه أو يدخل الخلاء؛ أعطاها الخاتم، فجاء أناس من أهل الجرادة يخاصمون قوماً إلى سليمان بن داود -عليه السلام-، فكان هوى سليمان أن يكون الحق لأهل الجرادة، فيقضي لهم، فعوقب حين لم يكن هواه فيهم واحداً، فجاء حين أراد الله أن يبتليه فأعطاها الخاتم ودخل الخلاء، ومثل الشيطان في صورة سليمان، قال: هاتي خاتمي، فأعطته خاتمه، فلبسه، فلما لبسه؛ دانت له الشياطين، والإنس، والجنُّ، وكل شيء، فجاءها سليمان قال: هاتي خاتمي، قالت: اخرج، لست بسليمان، قال سليمان -عليه السلام-: إن ذاك من أمر الله؛ إنه بلاء ابتلى به، فخرج فجعل إذا قال: أنا سليمان؛ رجموه حتى يُدمون عقبه، فخرج يحمل على شاطئ البحر، ومكث هذا الشيطان فيهم مقيم ينكح نساءه ويقضي بينهم، فلما أراد الله -عزّ وجلّ- أن يرد على سليمان ملكه؛ انطلقت الشياطين، وكتبوا كُتُباً فيها سحر وفيها كفر، فدفنوها تحت كرسي سليمان -عليه السلام- ثم أثاروها، وقالوا: هذا كان يفتن الجن والإنس،
قلنا: وهذا سند حسن على شرط البخاري، وهو موقوف على عبد الله بن عباس، ولعله تلقاه عن أهل الكتاب.