* وعنه -أيضاً-رضي الله عنه-: أن عبد الرحمن بن عوف كتب إلى أهل مكة لما نزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾؛ فلما قرأها المسلمون؛ قال ضمضم بن عمرو الخزاعي: والله لأخرجن، وكان مريضاً، وقال آخرون: تمارض عمداً؛ ليخرج، فقال: أخرجوني من مكة؛ فقد آذاني فيها الحر، فخرج حتى انتهوا به إلى التنعيم، فتوفي؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ (١). [موضوع]
* عن سعيد بن جبير: أن رجلاً من خزاعة كان بمكة؛ فمرض -وهو ضمرة بن العيص، أو العيص بن ضمرة بن زنباع- فأمر أهله، ففرشوا له على سرير، وحملوه وانطلقوا به متوجهاً إلى المدنية، فلما كان بالنتعيم؛ مات؛ فنزلت: ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا﴾ (٢). [ضعيف]

(١) أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (٣/ ١٥٤٩ رقم ٣٩٢٥): حدثنا الطبراني: ثنا بكر بن سهل: ثنا عبد الغني بن سعيد: ثنا موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء وعن مقاتل عن الضحاك كلاهما عن ابن عباس به.
قلنا: وهذا سند موضوع، وهاك البيان:
أما الأول؛ فقال الحافظ ابن حجر في "العجاب" (١/ ٢٢٥): "ومن التفاسير الواهية؛ لوهاء رواتها: التفسير الذي جمعه موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني، وهو قدر مجلدين، يسنده إلى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، وقد نسبَ ابن حبان موسى هذا إلى وضع الحديث، ورواه عن موسى عبد الغني بن سعيد الثقفي -وهو ضعيف-". اهـ.
قلنا: وانظر -لزاماً-: "الميزان" (٤/ ٢١١).
وأما الثاني؛ فقال الحافظ -أيضاً- في "العجاب" (١/ ٢١٧): "ومنها -أي: تفاسير ضعفاء التابعين-: تفسير مقاتل بن سليمان، وقد نسبوه إلى الكذب، وقال الشافعي: مقاتل؛ قاتله الله -تعالى-... وروى تفسير مقاتل هذا عنه: أبو عصمة؛ نوح بن أبي مريم الجامع، وقد نسبوه إلى الكذب. ورواه -أيضاً- عن مقاتل: هذيل بن حبيب -وهو ضعيف-؛ لكنه أصلح حالاً من أبي عصمة". اهـ.
(٢) أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (٤/ ١٣٦١، ١٣٦٢ رقم ٦٨٥) -ومن طريقه =


الصفحة التالية
Icon