ظهر على كتبهم؛ فدفنها تحت كرسيه، وتوفي سليمان حدثان ذلك، فظهر الجن والإنس على الكتب بعد وفاة سليمان، وقالوا: هذا كتاب من الله نزل على سليمان أخفاه منا، فأخذوه فجعلوه ديناً؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٠١)﴾ [البقرة: ١٠١] واتبعوا الشهوات التي كانت الشياطين تتلوا، وهي: المعازف واللعب وكل شيء يصد عن ذكر الله (١). [ضعيف جدًا]
* عن أبي العالية؛ قال: إن اليهود سألوا النبي - ﷺ - عن السحر وخاصموه به؛ فأنزل الله: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ﴾ إلى آخر الآية، وإن الشياطين كتبوا السحر والكهانة؛ فدفنوه في مجلس سليمان، وكان سليمان لا يعلم الغيب، فلما مات سليمان؛ استخرجوا ذلك السحر، وخدعوا الناس به، وقالوا: هذا علم كان سليمان يكتمه الناس ويحسدهم عليه، فلما أخبرهم رسول الله - ﷺ - بهذه الآيات؛ رجعوا وقد خزوا، ودحض الله حجتهم (٢). [ضعيف]

(١) أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١/ ٢٩٨ رقم ٩٩٠): ثنا محمد بن سعيد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي فيما كتب إليّ ثني عمي الحسين عن أبيه عن جده عن ابن عباس به.
قلنا: وهذا سند تالف واهٍ بمرة؛ لأنه مسلسل بالعوفيين الضعفاء.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١/ ٢٩٨، ٢٩٩ رقم ٩٩١)، وابن جرير في "جامع البيان" (١/ ٣٥٣) من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية (*) به.
(*) ليس في الإسناد عند ابن جرير (أبو العالية)، وكذا "العجاب" (١/ ٣١٢).
قلنا: وسنده ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: الإرسال.
الثانية: أبو جعفر الرازي؛ ضعيف؛ ضعفه أبو زرعة وغيره، وقال الحافظ في "التقريب" (٢/ ٤٠٦): "صدوق سّيئ الحفظ، خصوصاً عن مغيرة".


الصفحة التالية
Icon