آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: ٤٣]؛ فكان السكر فيها (حراماً) ثم أنزل الله -تعالى- الآية التي في سورة المائدة: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ﴾ إلى قوله -عزّ وجلّ-: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ قال قتادة: فجاء تحريمها في هذه الآية قليلها وكثيرها، ما أسكر منها وما لم يسكر (١). [ضعيف]
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قال: قالوا: يا رسول الله! أرأيت الذين ماتوا وهم يشربون الخمر لما نزل تحريم الخمر؛ فنزلت: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (٩٣)﴾ (٢). [حسن غيره]
قلنا: وهذا مرسل رجاله ثقات.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ١٦٠) ونسبه لعبد بن حميد.
(٢) أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره"؛ كما في "الدر المنثور" (٣/ ١٧١) -وعنه الترمذي (٥/ ٢٥٥ رقم ٣٠٥٢) -، والطبري في "جامع البيان" (٧/ ٢٤)، والفريابي في "تفسيره"؛ كما في "الدر المنثور" -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (١١/ ٢٢٢ رقم ١١٧٣٠) -، وأحمد في "المسند" (رقم ٢٠٨٨، ٢٤٥٢، ٢٦٩١ - تحقيق أحمد شاكر)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ١٤٣) -وعنه البيهقي في "الشعب" (٥/ ١٧ رقم ٥٦١٧) - جميعهم من طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس به.
قلنا: وسنده ضعيف؛ رواية سماك عن عكرمة خاصة مضطربة، وكان ربما يلقن؛ لكن يشهد له ما يأتي؛ فيصح الحديث، ولله الحمد.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي!! =