﴿وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (٥٣)﴾ ثم قال: ﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾؛ قال: فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته، وكان رسول الله - ﷺ - يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا؛ فأنزل الله: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ﴾ ولا تجالس الأشراف ﴿تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا﴾؛ يعني: عيينة والأقرع، ﴿وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: ٢٨]، قال: هلاكاً، قال: أمر عيينة والأقرع، ثم ضرب لهم مثل الرجلين ومثل الحياة الدنيا. قال خباب: فكنا نقعد مع النبي - ﷺ -، فإذا بلغنا الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم (١). [حسن]

(١) أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (١/ ٣١٨، ٣١٩ رقم ٤٧٧)، و"مصنفه" (١٢/ ٢٠٧، ٢٠٨ رقم ١٢٥٦٤) -ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (٤/ ٧٥، ٧٧ رقم ٣٦٩٣)، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ١٤٦، ١٤٧) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (٣٤، ٢٣٠، ٢٣١) -، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (٧/ ٣٣٤/ ١٠٤٩) -، وأبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "تخريج أحاديث الكشاف" (١/ ٤٣٩)، و"المطالب العالية" (٨/ ٥٦٨، ٥٦٩ رقم ٣٩٧٧)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (٨/ ١٠٧، ١٠٨ رقم ٧٧٤٣)، والبزار في "البحر الزخار" (٦/ ٦٩، ٧١ رقم ٢١٢٩، ٢١٣٠)، وابن ماجه في "سننه" (٢/ ١٣٨٢، ١٣٨٣ رقم ٤١٢٧)، والطبري في "جامع البيان" (٧/ ١٢٧، ١٢٨)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٤/ ١٢٩٧ رقم ٧٣٣١)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (١/ ١٥٧، ١٥٨)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٤٥، ١٤٦)، و"الوسيط" (٢/ ٢٧٤، ٢٧٥)، والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" (ص ٤٨٣)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (١/ ٣٥٢، ٣٥٣) من طريق حكيم بن يزيد وأسباط بن نصر كلاهما عن السدي عن أبي سعيد الأزدي عن أبي الكنود عن خباب به.
قلنا: وهذا إسناد حسن -إن شاء الله-، السدي صدوق يهم؛ كما في "التقريب" وأبو سعيد الأزدي أو أبو سعد الأزدي؛ صدوق -إن شاء الله-؛ روى عنه جمع =


الصفحة التالية
Icon