حلقاً بعضها دون بعض، فينصرف إليهم من مصلاه من الصبح، فيتلو عليهم ما أنزل الله عليه من ليلته، ويحدثهم ويحدثونه، حتى إذا طلعت الشمس جاء أهل الطول والشرف والغنى فلم يجدوا إليه مخلصاً؛ فتاقت أنفسهم إليه وتاقت نفسه إليهم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ إلى منتهى الآيتين، فلما نزل ذلك فيهم؛ قالوا: يا رسول الله! لو طردتهم عنا ونكون نحن جلساءك وإخوانك لا نفارقك؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (٥٢)﴾ (١). [ضعيف]
* عن الربيع بن أنس؛ قال: كان رجال يستبقون إلى مجلس رسول الله - ﷺ -؛ منهم: بلال، وصهيب، وسلمان، فيجيء أشراف قومه وسادتهم وقد أخذ هؤلاء المجلس فيجلسون ناحية، فقالوا: صهيب: رومي، وسلمان: فارسي، وبلال: حبشي، يجلسون عنده ونحن نجيء فنجلس ناحية، حتى ذكروا ذلك لرسول الله - ﷺ -: أنا سادة قومك وأشرافهم، فلو أدنيتنا منك إذا جئنا؟ قال: فَهَمَّ أن يفعل؛ فأنزل الله: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (٥٢)﴾ (٢). [ضعيف]
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٤/ ١٢٩٨ رقم ٧٣٣٢): ثنا أبي ثنا سهل بن عثمان ثنا عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر عنه به.
قلنا: هذا مرسل صحيح الإسناد.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٢٧٤، ٢٧٥) وزاد نسبته لعبد بن حميد وأبي الشيخ.