خطب فقال: "ما ترون؟ " فقال سعد بن معاذ: إيانا تريد؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرن معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى من بني إسرائيل: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامضي له؛ فصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت، وعاد من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت؛ فنزل القرآن على قول سعد: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ إلى قوله: ﴿وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ﴾ وإنما خرج رسول الله - ﷺ - يريد غنيمة ما مع أبي سفيان فأحدث الله إليه القتال (١). [ضعيف]
* ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (٧)﴾.
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ قوله: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾؛ قال: أرادوا العير، قال: ودخل رسول الله - ﷺ - المدينة في شهر ربيع الأول، فأغار كرز بن جابر الفهري يريد سرح المدينة حتى بلغ الصفراء، فبلغ

(١) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١٤/ ٣٥٥، ٣٥٦ رقم ١٨٥٠٧)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (٢/ ٢٩٩) عن طريق محمد به.
قلنا: وهذا إسناده ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: علقمة بن وقاص الليثي؛ قال عنه الحافظ: "ثقة ثبت من الثانية، أخطأ من زعم أن له صحبة، وقيل: إنه ولد في عهد النبي - ﷺ -"؛ فهو مرسل.
الثانية: عمرو بن علقمة؛ مجهول؛ لم يرو عنه إلا ابنه محمد، وإن وثقه ابن حبان.


الصفحة التالية
Icon