.....................

= رسول الله - ﷺ - فسلك حين خرج إلى بدر على نقب بني دينار، ورجع حين رجع من ثنية الوداع، فنفر رسول الله - ﷺ - حين نفر ومعه ثلثمائة وستة عشر رجلًا.
وفي رواية ابن فُلَيْح ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وأبطأ عنه كثير من أصحابه وتربصوا وكانت أول وقعة أعزّ الله -تبارك وتعالى- فيها الإسلام.
فخرج في رمضان على رأس ثمانية عشر شهراً من مقدمه المدينة، ومعه المسلمون لا يريدون إلا العير فسلك على نقب من بني دينار، والمسلمون غير مقوِّين من الظهر وإنما خرجوا على النواضح يعتقِب النفر منهم على البعير الواحد، وكان زميل رسول الله - ﷺ - عليّ بن أبي طالب، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة، فهم معه ليس معهم إلا بعير واحد، فساروا حتى إذا كانوا بعِرْقِ الظبية لقيهم راكب من قِبل تهامة، والمسلمون يسيرون، فوافقه نفر من أصحاب رسول الله - ﷺ - فسألوه عن أبي سفيان، فقال: لا علم لي به، فلما يأسوا من خبره؛ قالوا له: سلِّم على النبي - صلى الله عليه وسلم-، قال: وفيكم رسول الله؟ قالوا: نعم. قال: أيكم هو؟ فأشاروا له إليه، فقال الأعرابي: أنت رسول الله كما تقول، قال: "نعم". قال: إن كنت رسول الله كما تزعم فحدثني بما في بطن ناقتي هذه، فغضب رجل من الأنصار، ثم من بني عبد الأشهل، يقال له: سلمة بن سلامة بن وَقَشٍ، فقال للأعرابي: وقعت على ناقتك؛ فحملت منك، فكره رسول الله - ﷺ - ما قال سلمة حين سمعه أفحش، فأعرض عنه ثم سار رسول الله - ﷺ - لا يلقاه خبر ولا يعلم بنفرة قريش. فقال النبي - ﷺ - لأصحابه: "أشيروا علينا في أمرنا ومسيرنا"؛ فقال أبو بكر: يا رسول الله! إنا أعلم الناس بمسافة الأرض، أخبرنا عدي بن أبي الزغباء أن العير كانت بوادي كذا وكذا.
قال ابن فليح في روايته: فكأنَّا وإيَّاهم فرسا رهان إلى بدر -ثم اتفقا- قال: ثم قال: "أشيروا عليّ"؛ فقال عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-: يا رسول الله! إنها قريش وعزّها، والله ما ذَلَّتْ منذ عَزَّتْ، ولا آمنت منذ كَفَرَتْ، والله لَتُقاتِلَنَّك.
فتأهب لذلك أُهبته، واعدد له عدته، فقال رسول الله - ﷺ -: "أشيروا عليَّ"؛ فقال المقداد بن عمرو -عديد بني زهرة-: إنا لا نقول لك كما قال أصحاب موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم متبعون.
فقال رسول الله - ﷺ -: "أشيروا عليَّ"، فلما رأى سعد بن معاذ كثرة استشارة =


الصفحة التالية
Icon