الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا} إلى قوله: ﴿لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، ثم قال: فيهما والله نزلت، وإياهما عنى الله -عزّ وجلّ- (١). [حسن]
* عن قتادة في قوله: ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾ الآية؛ قال: ذكر لنا أن هذا كان في قتيل بني قريظة والنضير، إذ قتل رجل من قريظة قتله النضير، وكانت النضير إذا قتلت من بني قريظة لم يقيدوهم، إنما يعطونهم الدية لفضلهم عليهم في أنفسهم تعوذاً، فقدم نبي الله - ﷺ - المدينة فسألهم، فأرادوا أن يرفعوا ذلك إلى النبي - ﷺ - ليحكم بينهم، فقال

(١) أخرجه أحمد (١/ ٢٤٦)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٠/ ٣٠٢ رقم ١٠٧٣٢)، والطبري في "جامع البيان" (٦/ ١٦٤، ١٦٥)، وأبو داود (٣/ ٢٩٩ رقم ٣٥٧٦) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عتبة عن ابن عباس.
قلنا: وهذا إسناد حسن -إن شاء الله-.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٦): "رواه أحمد والطبراني بنحوه، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجال أحمد ثقات".
وحسنه شيخنا -رحمه الله- في "الصحيحة" (٦/ ١٠٩، ١١١ رقم ٢٥٥٢).
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٧٤) وزاد نسبته لابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه.
* ملاحظة:
١ - لم يذكر ابن عباس في سند ابن جرير.
٢ - لفظ أبي داود مختصر جداً: "نزول الآيات الثلاثة في اليهود خاصة في قريظة والنضير".
٣ - وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (٤/ ١٤٨٥ رقم ٧٥٠ - تكملة) من طريق ابن أبي الزناد به مختصراً بلفظ: "إنما أنزل الله: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، و ﴿الظَّالِمُونَ﴾ و ﴿الْفَاسِقُونَ﴾ في اليهود خاصة.
وسنده حسن.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٨٧) وزاد نسبته لأبي الشيخ وابن مردويه.


الصفحة التالية
Icon