معه من أهل الكتاب نبي الله - ﷺ - عند الظهر، فقالوا: يا رسول الله! إن بيوتنا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم؛ أظهروا العداوة وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا؛ فشق ذلك علينا، فبينا هم يشكون ذلك إلى رسول الله - ﷺ -؛ إذ نزلت هذه الآية على رسول الله - ﷺ -: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥)﴾، ونودي بالصلاة: صلاة الظهر، وخرج رسول الله - ﷺ - فقال: "أعطاك أحد شيئاً؟ "، قال: نعم، قال: "من؟ "، قال: ذاك الرجل القائم، قال: "على أي حال أعطاكه؟ "، قال: وهو راكع، قال: "وذلك علي بن أبي طالب"؛ فكبَّر رسول الله - ﷺ - عند ذلك وهو يقول: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (٥٦)﴾ (١). [موضوع]
* عن عمار بن ياسر يقول: وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع، فنزع خاتَمَهُ فأعطاه للسائل، فأتى رسول الله - ﷺ - فأعلمه ذلك؛ فنزلت على النبي - ﷺ - هذه الآية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥)﴾، فقرأها رسول الله - ﷺ -، ثم قال: "من كنت مولاه؛ فعليٌّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعاد من عاداه" (٢). [موضوع]

(١) أخرجه ابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (٢/ ٧٤)، و"الدر المنثور" (٣/ ١٠٥، ١٠٦)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٣٣) من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عنه به.
قلنا: وهذا حديث كذب من دون ابن عباس كذابون.
(٢) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٦/ ٢١٨ رقم ٦٢٣٢) -وعنه ابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تخريج أحاديث الكشاف" (١/ ٤٠٩، ٤١٠) -: ثنا محمد بن علي الصائغ ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن جده؛ قال: سمعت عمار بن ياسر به. =


الصفحة التالية
Icon