الرهبان، فبلغ ذلك النبي - ﷺ - فأرسل إليهم فذكر لهم، فقالوا: نعم، فقال النبي - ﷺ -: "لكنى أصوم وافطر، وأصلي وانام، وأنكح النساء، فمن أخذ بسنتي؛ فهو مني، ومن لم يأخذ بسنتي؛ فليس مني" (١). [حسن]
* عن أبي مالك؛ قال: نزلت في عثمان بن مظعون وأصحابه حرموا عليهم كثيراً من الطيبات والنساء، فهَمَّ بعضهم أن يقطع ذكره؛ فأنزل الله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧)﴾ (٢). [صحيح]
* عن أبي قلابة؛ قال: أراد أناس من أصحاب النبي - ﷺ - أن

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (٨/ ٧): ثني المثنى، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٤/ ١١٨٧ رقم ٦٦٨٩): ثنا أبي، كلاهما قال: ثنا عبد الله بن صالح -كاتب الليث- ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عنه به.
قلنا: وهذا سند حسن، وقد أعلّ بعلتين وهما ليستا بشيء:
الأولى: الانقطاع بين علي وابن عباس، وقد تقدم مراراً أن رواية علي عن ابن عباس محمولة على الاتصال؛ كما نص على ذلك أهل العلم كابن حجر وغيره.
الثانية: ضعف عبد الله بن صالح؛ لكن الراوي عنه هنا أبو حاتم الرازي الثقة الحافظ، وقد قال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص ٤١٤): "ظاهر كلام هؤلاء الأئمة: أن حديثه في الأول كان مستقيماً ثم طرأ عليه فيه تخليط، فمقتضى ذلك أن ما يجيء من روايته عن أهل الحذق؛ كيحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم، فهو من صحيح حديثه...".
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ١٣٩) وزاد نسبته لابن مردويه.
(٢) أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (٤/ ١٥١٥ رقم ٧٧١ - تكملة)، والطبري في "جامع البيان" (٧/ ٧)، وأبو داود في "مراسيله" (رقم ٢٠١) من طريقين عن حصين بن عبد الرحمن السلمي عن أبي مالك به.
قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد، أما ما يخشى من أن حصيناً تغيّر حفظه بآخره فالراوي عنه عند أبي داود وسعيد بن منصور هو خالد الطحان وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ١٣٩) وزاد نسبته لعبد بن حميد.


الصفحة التالية
Icon