وذلك أن رجالاً من أصحاب محمد - ﷺ - منهم: عثمان بن مظعون، حرموا النساء واللحم على أنفسهم، وأخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم؛ لكي تنقطع الشهوة، ويتفرغوا لعبادة ربهم، فأُخبر بذلك النبي - ﷺ -؛ فقال: "ما أردتم"؛ فقالوا: أردنا أن نقطع الشهوة عنا، ونتفرغ لعبادة ربنا، ونلهو عن النساء، فقال رسول الله - ﷺ -: "لم أؤمر بذلك، ولكني أمرت في ديني أن أتزوج النساء"، فقالوا: نطيع رسول الله - ﷺ -؛ فأنزل الله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (٨٨)﴾ (١). [ضعيف جداً]
* عن مجاهد؛ قال: أراد رجال منهم عثمان بن مظعون وعبد الله بن عمرو أن يتبتلوا ويُخْصوا أنفسهم، ويلبسوا المسوح؛ فنزلت هذه الآية إلى قوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾ (٢). [ضعيف]
* عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧)﴾؛

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (٨/ ٧) بالسند المسلسل بالعوفيين به.
قلنا: وسنده ضعيف جداً.
وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" (٣/ ١٤٢) لابن مردويه.
(٢) أخرجه سنيد في "تفسيره" -ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" (٧/ ٨) -: ثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد به.
قلنا: وسنده ضعيف؛ فيه علل:
الأولى: الإرسال.
الثانية: ابن جريج لم يسمع من مجاهد.
الثالثه: سنيد صاحب "التفسير"؛ ضعيف؛ ضعفه أبو حاتم، والنسائي، وابن حجر وغيرهم.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ١٤٢) وزاد نسبته لأبي الشيخ.


الصفحة التالية
Icon